أحمــــــد سميــــر الجمل

أحمــــــد سميــــر الجمل

ابن النفيس

ابن النفيس

ولد فى دمشق عام 1210 م وتوفى بالقاهرة سنة 1288 م . خالف جالينوس
واكتشف الدورة الدموية الصغرى تلقى علوم العربية و المنطق و الفلسفة فى دمشق
على أيدى علمائها وتتلمذ فى الطب على يد أستاذه " مهذب الدين عبد الرحيم " المسمى " بالدخوار "
وكان يعمل رئيسا لأطباء ديار مصر والشام . حيث كانت طرق تعليم الطب وقتها
تعتمد على متابعة مظاهر المرض وتطوره و استجابة المريض للعلاج ،
ثم إبداء الرأى بحرية تامة سواء من الأساتذة أو طلبة العلم .

ويمكن أن يقال أن ابن النفيس نشأ فى هذا الجو العلمى الصحيح ،
وحينما انتقل إلى القاهرة ، عمل فى البيمارستان الناصرى ،
الذى أنشأه الناصر صلاح الدين الأيوبى .. وتدرج فى مناصبه حتى شغل منصب رئيسا لأطباء مصر .

كان ابن النفيس دائم التجربة ، لا يقتنع برأى إلا بعد التأكد منه ..
أوصى بتشريح الحيوانات وفتح بذلك الطريق إلى علم من أهم العلوم الطبية
وهو " علم التشريح المقارن " ، وكان من نتائج ذلك أن توصل إلى اكتشافات
طبية مذهلة ، وعلى رأس هذه الاكتشافات يأتى اكتشاف
" الدورة الدموية الصغرى " .. وقوله أن الدم ينقى فى الرئتين كان قبل
أن يقوله سرفيتوس الأسبانى بثلاثة قرون . كما عرض بذلك كل من سبقوه
من العلماء بما فيهم " جالينوس " .

وتتلخص نظرية ابن النفيس بخصوص الدورة الدموية ،
فى أن الدم يخرج من البطين الأيمن فى القلب إلى الرئة ،
وهناك يمتزج بالهواء ثم يعود إلى البطين الأيسر ..

وهكذا أصبح ابن النفيس ، الأستاذ الأول و الأكبر للعالم البريطانى
" هارفى " الذى خطا خطوة جديدة معتمدا فى ذلك على اكتشاف ابن النفيس ،
وكشف سنة 1628 م عن الدورة الدموية الكبرى .

وللصدفة العجيبة أن الاكتشاف العبقرى لأبن النفيس ،
لم يكتشف ولم يعرف إلا بعد موته بسبعة قرون ، وعلى يد طالب مصرى يدعى
" محى الدين التطاوى " ولد سنة 1896 وذهب إلى ألمانيا ليدرس الطب سنة 1920 م ،
وعثر بالصدفة خلال مطالعته فى مكتبة برلين على مخطوط بعنوان
" شرح تشريح القانون ".. وكان هذا المخطوط من أهم مؤلفات ابن النفيس ،
والذى كان قد ضمنه اكتشافه المذهل .

اعتنى الطالب المصرى محى الدين التطاوى بكتاب ابن النفيس وضمنه
رسالته لنيل الدكتوراة والتى أسماها " الدورة الموية تبعا للقرشى " ،
وهنا كانت المفاجأة التى أدهشت أساتذته المشرفين عليه .

ومما يذكر لأبن النفيس فى اكتشافاته المذهلة التى ذكرها فى كتابه أن جدران
أوردة الرئة أسمك من شرايينها كما أكد عدم وجود منفذ بين البطينين ،
مخالفا بذلك ما كان يعتقده جالينوس ..

هذا هو ابن النفيس الطبيب العربى النابغة ، الذى أزاح الستار عن
كثير من الوظائف الفسيولوجية للجسم ، فتحت الطريق أمام العلماء
لكى نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من تقدم فى مجال الطب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق